-A +A
فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@
بقدر ما يمثل التصعيد الإيراني في الخطاب تارة والتهدئة تارة أخرى؛ بنفس القدر يعي المجتمع الدولي، ثعلبوية النظام الايراني الإرهابي سواء في تصعيده وفي تهدئته؛ فإن زمجر نظام طهران فإنه يجعجع فقط ويرسل رسالة تهويل فارغة تهدف لتفريغ تبعات الأزمة الداخلية التي يعيشها لتصديرها للخارج.. ونظام الملالي الذي استمرأ استخدام الملف النووي الإيراني لمصلحته لتسمين وتأمين خامنئي وزبانيته ولتسويق نظامه أمام المجتمع الدولي، ورغم خطورة البرنامج النووي والصاروخي الإيراني الذي يمثّل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة ودول الجوار والسلم العالمي؛ إلا أن القوى الكبرى وتحديدا الإدارة الأمريكية لم تولِ اهتماما بهذا الملف الذي يعكس خطورة كبيرة على الأمن العربي، كون النظام الإيراني يكثف جهوده لصنع قنبلة نووية، بوتيرة سريعة ويحاول إطالة أمد الحوار مع الدول الغربية حول الملف النووي. في حين أن ثمة إقراراً واسعاً في الغرب بأن حصول طهران على قنبلة نووية سيكون لها تبعات كارثية.. إن المراهنة حصرياً على العقوبات ضد إيران أمر محفوف بالمخاطر، ولن يمنع بإبطاء جهودها النووية، كما أن العودة للاتفاق النووي الإيراني يعتبر بكل المعايير كوارثيا ليس فقط على المنطقة بل العالم بأسره. ومن جهة أخرى ترك المجتمع الدولي؛ النظام الإيراني بلا رادع أو رقيب في المنطقة يقتل ويسفك الدماء؛ وما يجري في اليمن نموذج حي لإراقة الدماء وقتل الأنفس البريئة.. وفي تأكيد على استمرار رضوخ المليشيا الحوثية لتوجيهات الملالي، فرض مجددا مندوب الملالي في اليمن حسن إيرلو، رؤية نظام خامنئي الإرهابية وأمر مرتزقة الحوثي بعدم القبول بأي مبادرات سلام في اليمن لا تحمل في نص وروح مقترحات ورؤية هرمز الإيرانية التي صاغها الحرس الثوري الإرهابي قبل خمس سنوات، والتي عفّى عليها الزمن ورفضتها الأطراف اليمنية والمجتمع الدولي. إن توجيه نظام إيران المليشيا برفض أي حلول سلمية لا تؤدي إلى تنفيذ التوجيهات الإيرانية الإرهابية؛ لا يعكس إملاءاته المستمرة على الحوثي فحسب؛ بل تعزيز سيطرته الكاملة على قرارات الحوثي، وأكبر دليل رفض الحوثي وإيران المبادرة السعودية الشجاعة في اليمن والتي تعتبر طوق نجاة للشعب اليمني.. وكان وزير الخارجية محمد جواد ظريف دعا - قبل خمس سنوات - إلى مبادرة للسلام والأمن في منطقة الخليج، أطلق عليها اسم «مبادرة هرمز للسلام»، مفصلة على مقاس النظام الإرهابي، زاعما أن «مبادرة هرمز» تقوم على مبادئ عدم التدخل في شؤون الغير، وعدم الاعتداء، والالتزام بأمن الطاقة، والاحتكام إلى القانون الدولي؛ والنظام الإيراني هو النظام الراعي الأول للإرهاب في العالم، وأطلق الصواريخ على عصب اقتصاد العالم، واعتدى على الدول العربية، وضرب بعرض الحائط بقرارات الشرعية والقانون الدولي. لقد رفض نظام الملالي المبادرات.. ودعم المليشيات الطائفية في سورية والعراق ولبنان واليمن.. ويستمر في صناعة القنبلة النووية والصواريخ البالستية لضرب عصب الاقتصاد.. من يوقف إجرام وطغيانية خامنئي..